احبائي احذروا العنف مع الاطفــــــال

بسم الله الرحمن الرحيم
اخى القارئ...كثير منا اصبح يلاحظ انتشار ظاهرة العنف فى المجتمع..وبشتى صوره..ومن خلال معايشتى لهذا الواقع المرير..رايت من الواجب على ان افرد لهذه الظاهره جانبا ..واطرحها على مرتادى هذا المنتدى الكرام..لكى نتعايش معها ..ونقف على اسبابها وطرق معالجتها والوقايه منها..وسأبدا اليوم بموضوع العنف ضد الاطفال.. أخي القاريء هناك شريحه من المجتمعيوقع عليها شتى انواع العنف ..ولكن دون ان يلتفت اليهم عاقل.. ليس لشيء ولكن قد يكونالسبب لحداثة اعمارهم ..وهذه الشريحه هم الاطفال حيث تعتبر مشكلة إساءة معاملة الأطفالمن المشكلات الاجتماعية القديمة الحديثة التي تعاني منها كل المجتمعات دون استثناء،ولكن هذه المشكلة لم تكن واضحة أو معترف بها في السابق كما هي عليه اليوم.. وقدأشارت كثير من الدراسات المتخصصة في هذا المجال إلى أن هذه المشكلة ليست مقتصرة على فئة معينة من الناس، بل هي موجودة بين الأغنياء والفقراء، وبين المتعلمين وغيرالمتعلمين وبين كل الأجناس والديانات. .

فالعنف يعرفبأنه سلوك خاطئ يقصد به إلحاق الأذى والضرر الجسمي أو النفسي أو المالي بفرد أوجماعة.. ومن هذا التعريف يمكن القول أن إساءة معاملة الأطفال تعني استخدامالعقوبة البدنية أو النفسية المتكررة من الوالدين أو أحدهما للأطفال القصّر سواءأكان ذلك عن طريق الضرب المقصود والعقاب البدني المبرح وغير المنظّم، أو من خلالالسخرية والإهانة المستمرة للطفل، أو من خلال إهمال رعايته وعدم توفير احتياجاتهالأساسية (كالمأكل والملبس والملجأ والرعاية الصحية المناسبة)، أو من خلالاستغلالهم من جانب القائمين على رعايتهم.

ويمكن أننلخص أهم أسباب إساءة معاملة الأطفال في التالي:

1- شخصيةالوالدين وخلفيتهما النفسية والجسمية ، ودرجة الحرمان الاجتماعي، والخبرات السابقةالمرتبطة بإساءة معاملتهم.
2- نظرة الوالدين إلى الطفل وعدم رغبتهم أو خيبةأملهم فيه نتيجة توقعاتهم غير المنطقية عن سلوك الطفل أو قدراته العقلية.
3- الأوضاع والمشكلات الأسرية وخاصة في حالة وجود أزمات مزمنة كحالات الطلاق وكثرةالتنقل والموت وكثرة الضغوط والزواج الإجباري وغيرها من المشكلات الأسرية.
4- أسلوب التربية وطريقة التفاهم والاتصال بين أفراد الأسرة.
5- عدم تقديرالوالدين للنتائج المترتبة على هذه المعاملة.

أماأنواع إساءة معاملة الأطفال فيمكن حصرها في الأنواع التالية:

- الإساءة البدنيةالمتمثلة في الضرب المبرح وغير المنظمكالضرب على الوجه والرأس والضرب بالعصا والحزام ومختلف أنواع الأسلاك، وإحراق الطفلبعود الثقاب أو السيجارة أو الولاعة أو المواد السائلة، وحمل الطفل وإلقائه علىالأرض أو ضربة بالجدار أو دفعه للسقوط من أماكن مرتفعة أو خطرة، وتقييد الطفل وربطهبالأسلاك أو السلاسل أو الحبال بشدة.
2- الإساءةالنفسيةالمتمثلة في شتم الطفل وإهانته والسخرية منه والتقليل من شأنه بصفةمستمرة.
3- الإساءة الجنسيةالمتمثلة في التحرشالجنسي والمعاكسات والاغتصاب.
4-الإهمالالمتمثلفي عدم توفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والعقلية للطفل كعدم الاهتمامبتوفير الرعاية الصحية وقت المرض، وعدم الاهتمام بنظافة جسمه وملابسه، وعدمالاهتمام بمتابعتة وتركه خارج المنزل لفترات طويلة دون إشراف أو متابعة ملائمة.
5-الاستغلالاالمتمثل في تشغيل الأطفال وتكليفهمبأعمال لا تتناسب مع أعمارهم وعلى حساب صحتهم وتعليمهم ..ولكن ولله الحمد حتى وقتناالحالي لم تسجل فى بلادنا الحبيبه اى حاله فيما يتعلق بهذه الفقره .
.والجدير با الذكر إلى أن أهم الآثار المترتبة على إساءة معاملةالأطفال تكمن في ثلاثة جوانب أساسية هي الجوانب الجسمية ، والجوانب المرتبطة بعمليةالنمو، والجوانب النفسية والاجتماعية.
1)الآثارالجسديةالناجمة عن الضرب تتمثل في الكدمات البسيطة، والحروق، وكسور فيالعظام والعامود الفقري، وتمزق العضلات، ونزيف في الجمجمة، كما أن الصدمة الناتجةعن الضرب قد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي للطفل. أما حالات سوء التغذية، وإهمالتطعيم الطفل، وهزّ جسمه أو رجّه بقوة، وحرمانه من الماء فيمكن أن يؤدي إلى إصابتهبفقر الدم، وتلف الدماغ، وعجز في النمو، مما قد يؤدي بدوره إلى التخلف العقلي وشللالدماغ وفقد السمع أو النظر واضطرابات في التعلم.
2)الآثارالمرتبطة بنمو الطفلتتمثل في تأخر نمو الطفل في جوانب مختلفة كانخفاض معدلالوزن والطول، وتأخر نمو الذكاء، وتأخر نمو القدرات التعليمية واللغوية، ومخاطرالإصابة بالتخلف العقلي، والعجز عن أداء الوظائف الحركية والعقلية.
3) الآثار النفسية والاجتماعيةتتمثل في الاضطرابات السلوكية،والأعراض الانسحابية، والشعور بالخوف والارتباك، والشعور بالعزلة والوحدة، وعدمالاتزان، والسلوك العدائي، والإحباط، والكبت، وسوء التوافق الاجتماعي، والصعوباتالجنسية، والإدمان، وعدم القدرة على تكوين أسرة سليمة، وعدم الثقة بالنفس، وعدمالقدرة على تكوين صداقات والمحافظة عليها.

وأخيرا أعتقد أن علينا حل مشكلة إساءة معاملة الأطفال ينبغي أن تتم من خلال مؤسسات اجتماعية متخصصة تهتم وتعمل على إجراء الدراسات والبحوث للوقوف على حجم هذهالمشكلة، وتحديد العوامل المؤدية إليها، ومعرفة أفضل الطرق للتعامل معها، هذابالإضافة إلى توفير جميع أوجه الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية اللازمة لهذهالفئة وأسرهم. .كما ينبغي أن تركز جهود مثل هذه المؤسسات على الجانبين الوقائيوالعلاجي لهذه المشكلة. .

اما عنالجانب الوقائيالذي يستلزم الاهتمام برفع مستوى وعي أفراد المجتمع بهذه المشكلة من خلال البرامجالتعليمية والإرشادية المتخصصة التي تهدف إلى مساعدة الآباء والأمهات على تفهمخطورة هذه المشكلة وتأثيرها على حياة الطفل الصحية والنفسية والاجتماعية، ومساعدتهمللوصول إلى الجهات المتخصصة التي تقدم لهم العون والدعم والمشورة وقت الحاجة. كمايتطلب العمل في هذا الجانب الاهتمام باستخدام وسائل وأساليب مختلفة ومتنوعة تمكّنمختلف فئات المجتمع من الوصول إلى هذه الخدمات والبرامج والاستفادة منها إلى أقصىحد ممكن.
أماالجانب العلاجيلهذه المؤسسات فينبغيأن يهدف إلى حماية هؤلاء الأطفال وتوفير جميع أوجه الدعم والمساعدة والرعايةالعلاجية المتخصصة التي تعتمد على الدراسة العلمية الدقيقة لكل حالة من حالات إساءةالمعاملة والإهمال، وتقويم الوضع الأسري لهذه الحالات وعمل الفحوص الطبية والنفسيةاللازمة، ووضع الخطط العلاجية المناسبة وتنفيذها ومتابعتها وتقويمها..

يسلموووووووو خيوه